الجمعة، 24 فبراير 2017

ملخص المحاضرة السادسة - السيرة

سنتحدث فى هذا الدرس عن الوحى :-

و الله عز و جل هو الذى يوحى و ما يوحيه هو البلاغ و الموحى اليه هو النبيى عليه الصلاة و السلام , و كل ما يخرج من فئ النبى عليه الصلاة و السلام هو وحى كما قال تعالى "ان هو الا وحى يوحى".
انواع الوحى ثلاثة و هى :-
1--القرأن الكريم : هو كلام الله المنزل المعجز المتعبد بتلاوته , و له تعريفات اخرى , و لكن هذا اجمع التعريفات , و كلام الله هو صفة من صفاته , فليس بمخلوق .
-2-
الحديث القدسى : اختلف العلماء فى تفسيره , و اتفقوا على ان معنى الحديث القدسى هو من الله عز و جل , و اختلفوا , هل لفظه من الله عز و جل ام من النبى صلى الله عليه و سلم , الذى اوحى اليه المعنى , و هو الذى عبر عنه بكلامه .
-3-
الحديث النبوى : هو الذى لفظه من النبى صلى الله عليه و سلم , بلا شك او نزاع , اما معناه فهو فى الغالب من عند الله عز و جل , و يستثنى من ذلك اجتهادات النبى صلى الله عليه و سلم , التى اخطأ فيها , و هذه معدودة , و المقصود بخطأه ان النبى صلى الله عليه و سلم , بشر ان اصاب فله اجران و ان اخطأ فله اجر , و الغالب ان الله تعالى يوحى اليه فيصيب فى اجتهاداته , و بعض الاحيان الله عزو جل يترك الامر لاجتهاد النبى صلى الله عليه و سلم , فأن اصاب , فبتوفيق الله , و ان اخطأ , فأن الله يصوبه كما فى قوله تعالى : "عبس و تولى ان جاءه الاعمى".
"
فائدة" :-
_
يقول الله تعالى : "انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون" , هذا الذكر يعم القرأن و السنة , لأن الله تعالى يقول :"و انزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم" , اذا الله انزل الذكر الذى هو السنة , لتبين للناس ما نزل و هو القرأن , لذا اى محاولة للطعن فى حديث النبى صلى الله عليه و سلم , فهى حقيقة محاولة للطعن فى دين الله عز و جل .
"
فائدة" :-
السنة هى التى توضح و تبين مجمل القرأن , و تجلى منه للناس كى يفقهوا عن ربهم مراده عز و جل , ولذلك ارسل الله الرسل .
طرق نزول الوحى :-
-1-
بدأ الوحى بالرؤية الصادقة , و كانت قرابة ستة اشهر قبل البعثة , و رؤى الانبياء و حى , و لكن هذا الوحى يعتريه امور لابد للمسلم ان يعرفها , منها ان هذا الوحى قد ينسخ , و منها التأويل : فالرؤيا التى يراها عليه الصلاة و السلام , قد يكون لها تأويل يختلف عن التأويل الذى يظهر لىك ولى.
"فائدة" :-
الروؤيا الصالحة عندما ترى , ما يجوز ان يخبر بها الا رجل صالح , الذى يعبرها بطريقة حسنة صالحة , و الرؤى الصالحة مستمرة فى امة محمد صلى الله عليه و سلم .
-2-ما كان يلقيه الملك فى روعه صلى الله عليه و سلم و قلبه من غير ان يراه , كما فى الحديث : "ان روح القدس نفع فى روحى...."الحديث , و قال تعالى : "فلما ذهب عن ابراهيم الروع و جأته البشرى يجادلنا فى قوم لوط"
"
فائدة" :-
الفرق بين الروع "بفتح الراء" , و الروع "بضم الراء" :-
الروع "بفتح الراء" : هو الخلد او العقل او النفس او القلب , فهو الذى يأتى بدون مخاطبة او كلام .
و الروع "بضم الراء" : فهو الخوف , و هو ما يخشاه الانسان .
-3-ان يمثل الملك للنبى صلى الله عليه و سلم , فى هيئة رجل , و هو اما ان يكون مشافهة او مواجهة , و كثيرا ما كان يأتى جبريل بصورة دحية الكلبى رضى الله عنه.
-4-
انه كان يأتيه لكن فى هيئة صلصة الجرس , و هو اشد انواع الوحى , و قال تعالى ك "انا سنلقى عليك قولا ثقيلا" , ثقيلا معنويا و جسديا , و كان الصحابة يسمعونه كدوى النحل , لكنه على النبى صلى الله عليه و سلم , كصلصة الجرس .
5-
-انه يرى الملك فى صورته التى خلق عليها , و الرسول لم يرى جبريل على هيئته الا مرتين , الاولى بعد فترة الوحى , و الثانية حين عرج به صلى الله عليه و سلم .
6-
-هو ما اوحاه الله عز و جل اليه , و هو من فوق سبع سماوات ليلة المعراج , من فرض الصلاة و غيرها , و لو اردنا ان نقول , ان من اقسام الوحى , هو ان يكلم الله تعالى من يوحى اليه من وراء حجاب كما جاء فى الأية " و ما كان لبر ان يكلمه الله الا......" الاية , فلا حرج فى ذلك و هو ينقسم الى قسمين :-
-1-
هو ما حصل مع نبى الله موسى حين كلمه الله .
-2-
هو ما حصل مع نبينا صلى الله عليه و سلم , و هو اشرف و اعظم , لأن النبى صلى الله عليه و سلم , كلمه الله عز و جل فى السماء السابعة , بينما كلم موسى و هو فى الارض .
"
فائدة" :-
عندما كان ينزل الوحى علي النبى عليه الصلاة و السلام , كان يردد بسرعة خلف جبريل , و لذا قال ربنا عز و جل : "و لا تعجل بالقرأن من قبل ان يقضى اليك وحيه و قل ربى زدنى علما" , اذا امر النبى عليه الصلاة و السلام , بعدم تحريك لسانه , و بعدم القراءة مع او بعد جبريل , و لأن الله تعالى تعهد و تكفل بأن يجعل قلبه له واعيا , و ان يعرف و يحفظ و ان لا ينساه .
"
فائدة" :-
النبى علية الصلاة و السلام , عندما كان ينزل عليه الوحى , كانت تعتريه احوال , منها احمرار وجهه صلى الله عليه و سلم , و كان يعلوه العرق , و ترتفع حرارته فى اليوم الشديد البرودة .
محاولات المشركين , و المستشرقين , فى اتهام و قدح القرأن :-
-1-
فمن ذلك انهم قالوا من قبل , انما يعلمه بشر , و هذا كلام المشركين
2-
-و قالوا انما هو افك افتراه و اعانه عليه قوم اخرون , و هذه هى ذات الافتراءات التى اعتمد عليها المستشرقون , فقالوا :-
-1-
انه تعلمه من ورقة و و هذه شبهة تافهة سخيفة , لأن النبى صلى الله عليه و سلم لم يرى ورقة الا مرة واحدة
-2-
و قالوا تعلمه من يهود مكة و و لم يكن موجود فى مكة يهود اصلا , و كانت كتبهم بالعبرية .
و كل هذه الافتراءات يرد عليها , الذى امتاز به كلام الله , الذى امتاز به القرأن , اعجاز علمى , فى الفلك , و علم الاجنة , و غيرها , و هذا مما ادى بالمستشرقين , و جاءوا الى الاحاديث التى تصف صعوبة الوحى على النبى صلى الله عليه و سلم , فقالوا مثل ما قال الاولون , ان هذا الذى يأتى الى النبى صلى الله عليه و سلم عند الوحى , هذا هو مرض الصرع , تنتابه نوبات من الصرع , و لا شك ان هذا افتراء و كذب و بهتان , و فى موقع الاسلام سؤال و جواب , اوردوا هذه الشبهة و ردوا عليها بكلام جميل , رزين , عاقل , ينبغى للمسلم ان يراجعه , فمما قالوا :-
ان النبى صلى الله عليه و سلم , اذا نزل عليه الوحى احمر وجهه , و المصاب بالصرع سفر وجهه و يذهب عنه الدم , و اضف الى ذلك مسألة مهمة جدا , ان الله تعالى نوع الوحى , لماذا ؟ ارد على هؤلاء المستشرقين الافاكين .

و الحمدلله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق