الجمعة، 24 فبراير 2017

ملخص المحاضرة الخامسة - الحديث


الحديث الرابع

Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ إن هذا الدين كل ما فيه أخلاق حسنة ، ففي الحديث عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )رواه أحمد ، وفي رواية : "..لأتمم مكارم الأخلاق"
•- ومن العجب أن يكون الناس في هذا الزمان عندهم أزمة في الأخلاق ودينهم يأمرهم بالأخلاق
•- فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
•- وخير الناس خيرهم لأهله ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي وابن ماجه
•- ودائماً يحتج الناس بالإنشغال ، فهل هم مشغولون أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم
•-
ومع ذلك كان خير الناس لأهله ، فكان يعجن لأهله ويخيط ثوبه ويخسف نعله ، فكان في مهنة أهله مع أنه أكثر الناس إنشغالاً
•- فمن أراد أن يعرف حقيقة شخص فلينظر إلى معاملته مع أهله " مع أبيه وأمه ، مع زوجته ، مع أبنائه ، مع إخوانه،..."
فأحق الناس بحُسن الخلق هم أقرب الناس إليك
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦- إسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الرفق:
• 1- «إذا أرادَ اللهُ بأهلِ بيْتٍ خيرًا أدخلَ عليهِمُ الرِّفْقَ» (صحيح الجامع؛ رقم: [303]).
• 2- «
يا عائشةُ أرْفُقِي! فإنَّ اللهَ إذا أرادَ بِأهلِ بَيْتٍ خيرًا، دَلَّهُمْ على بابِ الرِّفْقِ» (السلسلة الصحيحة؛ رقم: [523]).
• 3- «
إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يحبُّ الرِّفقَ ويرضاه، ويُعينُ عليه ما لا يُعينُ على العنفِ» (الألباني في صحيح الترغيب؛ رقم: [2668]).
• 4- «
ما أَعْطَى أهلُ بَيتِ الرِّفْقَ إلَّا نَفَعَهُمْ، و لا منعُوهُ إلَّا ضَرَّهُمْ» (السلسلة الصحيحة؛ رقم: [942]).
• 5- «
إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَيُعطي على الرِّفقِ ما لا يُعطي على الخرقِ، وإذا أحبَّ اللهُ عبدًا أعطاه الرِّفقَ، ما من أهلِ بيتٍ يُحرَمون الرِّفقَ إلا حُرِموا الخيرَ» (صحيح الترغيب؛ رقم: [2666]).
• 6- «
إنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمْرِكُلِّهِ» (رواه البخاري؛ رقم: [6395]).
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦- فمن أولى الناس بالرفق ؟
أولى الناس بالرفق:
الوالدان ، والزوجة والأولاد ، الأقارب والجيران ، وسائر الناس
س: من هو المفلس في ميزان الشرع ؟
ج: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار". رواه مسلم والترمذي
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦- فهذا الرجل كان عنده أعمال صالحة ولكنه كان مفتقداً للأخلاق ففسد عمله
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : : ........ وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. حسنه الألباني.
س: كيف يمكن أن نسع الناس ؟
ج: نسعهم بأخلاقنا
•- فشُعب الإيمان كلها تقوم على قضية الأخلاق
الأخلاق مع الله جل جلاله، ومع النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النفس، ومع الناس، ومع البهائم، ومع الجمادات
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦- فمما يدل على أهمية الأخلاق حتى مع الحيوانات أن امرأة دخلت الناس في هِرّة "قطة" حبستها حتى ماتت
•-
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه.
•-
وفي صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي – صلى الله عليه وسلم – رأى تلك المرأة في صلاة الكسوف حيث قال : (.. ودنت مني النار ، فإذا امرأة تخدشها هرّة ، قلت : ما شأن هذه ؟ ، قالوا : حبستها حتى ماتت جوعا ، لا أطعمتها ، ولا أرسلتها تأكل ) .
•-
وجاء في رواية النسائي : ( حتى رأيت فيها امرأة من حمير تعذب في هرّة... فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت وإذا ولت تنهش أليتها ) .
•-
وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة مرفوعا: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به.
•- البغي: هي التي تتاجر بعرضها "أي زانية"
فغفر الله لها وأدخلها الجنة برحمتخا لكلب
•- وفي الصحيحين أيضاً وغيرهما ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر.
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ من صور رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالعجماوات ؟
مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على حمار قد وُسِم في وجهه فقال: (لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ) رواه مسلم
•- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة –طائر كالعصفور- معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرةُ فجعلت تفرِش، فجاء النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرَّق هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنَّه لا ينبغي أن يعذِّب بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار)) رواه أبو داوود وصحح إسناده النووي في رياض الصالحين ، وابن الملقن في البدر المنير ، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال: إن شئتم. فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النَّبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه (5) ، تئنُّ أنين الصبي الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)) رواه البخاري
فحنّ النبي صلى الله عليه وسلم لفراقه ، والذي جعله ينطق هو الله القادر جل جلاله الذي أنطق كل شئ
فكل خلق حسن الإسلام دعا إليه ، وكل خلق سئ الإسلام حذّر منه
فينصح الشيخ في المحاضرة : بكتاب نضرة النعيم في أخلاق الرسول الكريم
وهو كتاب من اثني عشر مجلداً فيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه الأخلاق الحسنة التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بها ورغبّ بها الشرع وفيه الأخلاق السيئة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وذمها الشرع ، وقد ألفه مجموعة من العلماء.
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ فحُسن الخُلق يؤثر في العجماوات وتألف قرب الإنسان منها حتى ولو كانت مفترسة فرغم أنها جُبلت على الإفتراس
فإذا كان من اليسير تغيير أخلاق الحيوان ، فمن الأيسر تغيير أخلاق الإنسان
س: ما هي القاعدة التي وضعها أبو الدرداء للسعادة الزوجية ؟
ج: قال أبو الدرداء لزوجته: إذا رأيتني غضبان فرضيني ، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم كان سبباً في إسلام يهودي
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ الحياء:
قال عليه الصلاة والسلام: "والحياء شعبة من الإيمان"
فحسن الخلق كله خير وأمر الشرع به..
ولذلك ركّز النبي صلى الله عليه وسلم كلامه عن الحياء..
فقال الحياء شعبة من الإيمان ، فالحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله وينتهي عما نهى الله عنه
والحياء من الناس يوجب للعبد أن يتحلى بالمروءة وأن يفعل ما يُجمله ويزينه عند الناس , فالحياء كله من الإيمان.
س: لماذا خصَّ النبي صلى الله عليه وسلم خُلق الحياء بالذِكر في الحديث ؟
ج: لأن من رزق الحياء صلح حاله مع الله ومع الناس ومع نفسه
روى ابن ماجة (4181) ، والطبراني في " الأوسط " (1758) عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ ) .
فالحياء هو مراقبة الله عز وجل في جميع الأحوال ، فهو خُلُق يبعث على فعل الجميل وترك القبيح
فالحياء عمل قلبي فإذا استحيا الإنسان من ربه ظهر الحياء على الجوارح
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ أنواع الحياء:
1- الحياء مع الله: وهو أعظم الأنواع
روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء. قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء". حسنه الألباني
شرح الحديث:
قال المباركفوري في شرح الحديث: قوله: "استحيوا من الله حق الحياء" أي: حياء ثابتاً ولازماً صادقاً . قال المناوي: وقيل: أي اتقوا الله حق تقاته.
"
قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي" ولم يقولوا: حق الحياء اعترافاً بالعجز عنه، "والحمد لله"أي: على توفيقنا به، "قال: ليس ذاك" أي: ليس حق الحياء ما تحسبونه، بل أن يحفظ جميع جوارحه عما لا يرضي، "ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس" أي: عن استعماله في غير طاعة الله، بأن لا تسجد لغيره، ولا تصلي للرياء، ولا تخضع به لغير الله، ولا ترفعه تكبراً، "وما وعى" أي: جمعه الرأس من اللسان والعين والأذن عما لا يحل استعماله، "وتحفظ البطن" أي: عن أكل الحرام، "وما حوى" أي: ما اتصل اجتماعه به من الفرج والرجلين واليدين والقلب، فإن هذه الأعضاء متصلة بالجوف، وحفظها بأن لا تستعملها في المعاصي، بل في مرضاة الله تعالى، "وتتذكر الموت والبلى" بكسر الباء من بلى الشيء إذا صار خَلِقاً متفتتاً يعني: تتذكر صيرورتك في القبر عظاماً بالية، "ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا" فإنهما لا يجتمعان على وجه الكمال حتى للأقوياء، قاله القارئ.
وقال المناوي: لأنهما ضرتان، فمتى أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى، "فمن فعل ذلك" أي: جميع ما ذُكر، فقد استحيا من الله حق الحياء.
انتهى من تحفة الأحوذي 7/131.
*    مما ورد في ذم الدنيا في الكتاب والسنة:
*
في الكتاب:
•-
قوله تعالى: {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} (آل عمران:185).
•- {
وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} (الرعد:26).
•- {
فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} (فاطر:5)
•- {
وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون} (الأنعام:32)،                         
*
وفي السنة:
•-
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
•-
وعن مسهر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
•-
وفي صحيح مسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليّم فلينظر بما يرجع).
•-
وعن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم) رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي وحسنه الألباني.
س: من الذي استحيا من الله حق الحياء ؟
ج: هو الذي حفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وذكر الموت والبلى
وإذا ذُكِر الحياء يُذكر عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "...ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة"
وكان رضي الله عنه يغتسل في الظلام ، وما مست يده فرجه منذ بايع النبي صلى الله عليه وسلم
Description: https://www.facebook.com/images/emoji.php/v7/f2d/1/16/2666.png♦ فائدة: الزهد الحق أن تكون الدنيا في يد المؤمن وليست في قلبه
س: هل ترك أعمال الإيمان يستوي في الإثم ؟
ج: لا يستوي ترك أعمال الإيمان ، فمنها ما تركه مخرج من الملة كالتوحيد ومقتضياته ، ومنها ما هو منقص للإيمان
أوصى الشيخ في نهاية الحلقة الخامسة إلى الإستزادة من العلم في هذا الباب الذي تكلم عن شُعب الإيمان
ومن الكتب التي أوصى بها: كتاب شُعب الإيمان للبيهقي
والحمدُ لله ربِ العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق