الجمعة، 24 فبراير 2017

ملخص المحاضرة السادسة - التربية

من حقوق الصحابه


عدم الطعن فيهم فالطعن في الصحابه هو خذلان من الله لمن يطعن و هو ممن لم يرد الله ان يوفق به خير لان من سب الصحابة و انتقصهم فهو في قلبه حرج من هذا الدين و هو يبغض و بلا شك هذا الدين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سب اصحابي فعليه لعنه الله و الملائكة و الناس اجمعين).
يقول الامام احمد رحمه الله (إذا رأيت رجلا يذكر اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بسوء فأتهمه على الإسلام ) اي اتهمه على اصل الدين، فنحن نتهمه في دينه فكيف يتجرأ ان يطعن بمن زكاهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
كثير من السلف يتعجبون من سب الصحابة، فلقد سئل الإمام البصري رحمه الله هل حب ابا بكر و عمر رضي الله عنهم سنه اي امر ليس واجب او امر يمكن ان نحبه او نبغضه فقال رحمه الله (لا هو ليس بسنه بل فريضه).
جاء بعض من اهل الضلال الى علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (رضي الله عنهم)تطاولوا و شتموا ابو بكر و عمر و عثمان(رضي الله عنهم ) فما كان منه إلا ان جاء بقاعدة جميله حيث اتى بآيه من سوره الحشر ({لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) فقال لهم هل انتم من المهاجرين الذين ذكرهم الله فقالوا لا،فقال لهم هل انتم من الانصار الذين قال الله فيهم (بْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فقالوا لا، فقال رضي الله عنه و اني اشهد انكم لستم ممن قال الله عز وجل فيهم (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) اذهبوا فعل الله بكم و فعل و طردهم ، هذه حكمه علي زين العابدين بالتعامل مع هؤلاء الزندقه فكل الطعن ليس له اصل من قبل هؤلاء الزنادقه.
هنا انبه اخواني عن الكثير من المقاطع التي ينشر فيها سب ابو بكر و عمر و الصحابه رضي الله عنهم من قبل اهل الظلال و مع الاسف يأتي بعض السنه بطيب قلب و سذاجه عقل و ينشر هذه للمقاطع و يكتب انظروا لهذا الظال ما يقول، لماذا تنشر هذا السب عنهم و ترسله فلا شك هذا خلل كبير جدا حتى اننا نجد نسبه كبيره من اهل السنه يشاهدوه و ينشروه بحجه تعريف الناس عليهم،هذا الفعل لا يجوز إلا اذا كان من قبل احد الباحثين و لا يجوز مع العامه و مع الامي و الاصدقاء و غيرهم لانه قد يؤدي الى زرع شبهه تقع في قلوب احدهم من هذه الظلاله و هذه إشكالية كبيره فيجب ان نميت الباطل و لا ننشره.
يجب ان نؤمن ان الصحابه في عمومهم عدول و ان لا نصفهم بالسوء فالله تعال يقول في سوره التوبه (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فالسابقون الاولون هم اقسام و هم المهاجرين الذين هاجروا الى المدينه ،و الانصار الذين هم استقبلوا المهاجرين ،و الذين اتبعوهم ممن حولهم من المدن و البلدان و اتبعوا الصحابه و غيرهم من الصحابة كسلمان الفارسي و غيرهم هؤلاء جميعهم رضي الله عنهم و رضوا عنه كما قال تعالى (َّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْه) فهذا يدل على المنزله العظيمه الجليله لهم فالله تعالى رضي عنهم و هم رضوا عنه بما حصلوا عليه من المنزله العظيمه و بما وعدهم الله من النعيم الدائم.
(وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ ) وعدهم الله بجنات و ليس بجنه واحده ، فلقد جاءت ام حارث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تسأل عن ابنها هل هو في الجنه فتفرح لما هو فيه ام في النار فتبكي عليه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (انها ليست جنه ،انها جنان و ان ابنك قد اصاب الفردوس الأعلى).
(خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) خالدين فيها خلود سرمدي و فيها من النعيم الخالد و هذا ما جعل الصحابه رضوان الله عليهم يصبرون و يتحملون الاذى و الهذاب الذي لاقوه لانهم عرفوا هذا الدين و كانوا ينتظرون وعد الله لانه يعرفون ان هذه الدنيا ممر و انها مؤقته و انها دار قصيره زائله.
هناك 3 منازل الاولى هي دار الدنيا و هي قصيره و الثاني هو البرزخ فقد يكون حفره من حفر جهنم او يكون جنه و هو اطول من دار الدنيا و الدار الثالثه هي دار الاخره و هي اما النعيم او الحجيم و هي دار الخلود تبقى و لا تزول و لا تنتهي، و لقد علموا الصحابه رضوان الله عليهم هذا فصبروا و تحملوا كل شي و بذلوا ارواحهم رخيصه بسبب الايمان الذي في قلوبهم و هذا ما قاله هرقل لابي سفيان ( هل يرجع احد عن الدين اذا سخط عليه فقال ابو سفيان لا ) لذلك علينا حبهم و اجلالهم لانهم نقلوا هذا الدين و اوصلوه لنا.
قيل لعائشة رضي الله عنها ان اقواما يسبون ابا بكر و عمر رضي الله عنهم فقالت ( ابى الله عز وجل إلا و ان يجعل لهم حسنات و هم في قبورهم).
سئل هارون الرشيد الإمام مالك رحمه الله عن مكان ابي بكر و عمر رضي الله عنهم من النبي صلى الله عليه وسلم فقال (مكانتهم منه في حياته كمكانتهم منه في قبره) اي هم الآن بجوار النبي و هكذا كانوا في حياته فكثيرا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت انا و ابو بكر و عمر او خرجت انا و ابو بكر و عمر .
من يحب الرسول صلى الله عليه وسلم فيجب ان يحب صاحبيه ابو بكر و عمر رضي الله عنهم سيدا كهول اهل الجنه و يحب بقيه اصحابه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ان (الحسن و الحسين هما سيدا شباب اهل الجنه و ان ابا بكر و عمر هما سيدا كهول اهل الجنه ).
كان بان مسعود رضي الله عنه في يوم من الأيام يرقى جذع شجره او نخله و قد كان خفيف الجسم قصير القامه فضحك الصحابه من باب المزاح و الدعابةو ليس الإستهزاء فهم يعرفون قدره و مكانته فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم مم تضحكون فقالوا من دقه ساقه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لهي اثقل في الميزان من جبل احد).
يقول ابن مسعود رضي الله عنه (من كان متأسيا اي مقتديا فليتأس باصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم أبر هذه الأمه قلوبا و اعمقها علما و اقلها تكلفا و أكثرها ديانه،قوما اختارهم الله لصحبه نبيه فاعرفوا لهم فضلهم و اتبعوهم في اثارهم فإنهم كانوا على الصراط المستقيم).
أسأل الله ان يجمعنا مع النبي و مع اصحابه و الحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق